لكي تمشي على الماء .. ولا تقع

التقى طلاب جامعة هليوبوليس هذا الأسبوع بالشاعر والكاتب المصري سمير درويش في نقاش مفتوح حول الشعر والموسيقى. في مستهل اللقاء قامت الدكتورة أمينة التايتون بتقديم نبذة مختصرة عن حياة الشاعر وأعماله.

“يولد الشاعر موسيقيا أولاً ثم يكتشف موهبته كشاعر” بدأ سمير درويش حديثه بهذه الكلمات. يرى درويش أن الشاعر الناجح يجعل الموسيقى تتسرب إلى قارئيه  من خلال كلماته فالشعر يشتبك مع الموسيقى في كل شيء لأن الموسيقى هي أرقى أدوات التعبير على الإطلاق. تولد الموسيقى في الشعر بتجاور الكلمات جنبا إلى جنب في شكل متناغم. الشعر الحديث الجيد هو الذي يجعل قارئه يمشي على الماء أي على موسيقى الكلمات دون أن يقع في فجواته ويخلق حالة من التناغم تمتع القارئ أما الشعر الردئ تكون كلماته غير متسقة فلا تخلق موسيقى متناغمة.

بعد انتهاء حديثه، بدأ درويش في تلقي الأسئلة من طلبة الجامعة والذين تساءلوا عن تحول الشعر العربي من القصيدة التقليدية إلى الشعر الحر. وقد أجاب درويش أن الشعر التقليدي ذو القافية يجبر الشاعر على أن يظل حبيسا داخل هذا القالب الجامد ويحدد كلماته وتصبح القصيدة في النهاية شكلا لا محتوى. أما الشعر الحر هو خلق كون متناغم دون قاعدة. ففي أواخر الثمانينات تحرر الشعر العربي من كل القيود حيث رأى الشعراء أن الشعر وسيلة للتواصل مع الآخرين. فإن كان لدى الشاعر قضية تشغله فسيعبر عنها بلغة سلسة مفهومة لا تحكمها قوالب جامدة.

يُعتبر سمير درويش أحد الوجوه البارزة لجيل الثمانينيات الشعري. صدر له ١٥ ديوانًا. أولها “قطوفها وسيوفي” عام ١٩٩١ والأخير “مرايا نيويورك”. صدر له أيضا روايتان وكتاب في الفكر السياسي.