أيام حلوة في سيكم وهليوبوليس

أفضال فريد- خريجة تسويق

طفولة سعيدة

ولدت في قرية جلفينا بمركز بلبيس بالشرقية. كانت قريتي مثل أي قرية من قرى مصر، لا تغلق أبواب البيوت فيها، وتدور الأطباق الشهية بين الجميع، ولأن معظم عائلتي في القرية، كانت لدي بيوت عديدة. وما أتذكره بوضوح ندرة أجهزة التلفزيون حينها، ولهذا كنا نجتمع في بيت واحد لنتابع ما نود متابعته من برامج

مدرسة سيكم مكان جميل

  كانت المدرسة-ولازالت- مكانًا جميلًا بالنسبة لي، وحرماني من الذهاب إليها بمنزلة العقاب الشديد الذي لا أطيقه، والسبب أننا نقوم بأنشطة ممتعة غير متاحة في البيت. كنا في المدرسة عائلة واحدة لا فصل بين الأولاد والبنات، ولا تمييز بيننا

أحد الأنشطة المميزة في مدرسة سيكم وفي جامعة هليوبوليس أيضا “الـيورتمي” Eurythmy، أو مقرر فن الحركة. كنا نمارس فيه حركات كثيرة نؤديها على إيقاع كلمات شعرية، أو بمصاحبة موسيقى. وتعتبر تمرينات “اليورتمي” في سنوات المرحلة الابتدائية المبكرة تمرينات يومية نقوم بها في الصباح على مدار حصتين، تختصر هذه المدة في السنوات اللاحقة إلى عشر دقائق في الصباح الباكر. الكثير من طلاب الجامعة لا يحبذونها في البداية، ويعتبرونها مجرد رقص، ولكنهم سرعان ما يقبلون عليها ويختارونها ضمن مقررات غير إجبارية.

أول يوم جامعة

في أول أيام الجامعة انتابتني بعض مشاعر الخوف والرهبة من الحياة الجامعية الجديدة والمختلفة عن المدرسة، فلم أكن أعرف أحد. وكان هذا تحديا في حد ذاته، نجحت فيه، وسرعان ما تعرفت على معظم الزملاء. واجتهدت الجامعة في الحقيقة في مساعدتنا على التأقلم. استمر توجيهنا المبدئي أسبوعًا كاملًا، تعرفنا فيه على الزملاء من الطلاب وعلى الأساتذة وبقية طاقم العمل في الجامعة

تطور أكاديمي

  من الذكريات الطريفة الأخرى أول مشروع بحثي قمنا به، كان معظمه عبارة عن قص ولصق من مواقع على الإنترنت، لم نكن قد أتقنا طرقًا ومهارات البحث بعد، ورغم ذلك كان الأساتذة يتعاطفون معنا ويوجهوننا، ويدفعوننا للتطور، حتى جاء الوقت الذي نقوم به ببحوث احترافية مبنية على أدوات بحثية كالمقابلات، والاستبيانات، مع استخدام مراجع مهمة وأساسية في الموضوع. وكان ذلك أمر فارق بالنسبة لتعزيز مستوانا الأكاديمي. واليوم تمكنا وبتنا نساعد زملاءنا من طلاب السنوات الأولى

التدريب

  لاكتساب بعض الخبرة العملية تدربت في صيف السنة الجامعية الأولى 2013 بشركة إيزيس؛ كان عملي مع مدير التصدير لأوروبا “آندرياس كالبهن”. كنت أبدأ عملي حينها من التاسعة حتى الرابعة وذلك على مدار شهر ونصف. وتواجدت في غرفة مكتب تضم معظم مديري الشركة المتخصصين في الإنتاج، والشحن، والمحاسبين. وتعلمت منهم الكثير. عرفت متى يتسلم كل واحد منهم العمل من الآخر في دورة مستمرة، واكتسبت معلومات لا توجد في الكتب. كنت أول من تدرب هناك من جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة

نظرة على المستقبل

  إلى جانب حلم مشروع المطعم ، أرى نفسي في المستقبل أستاذة جامعية تقوم بشيء مختلف، في عالم أكثر وعيا وأكثر اهتماما بالتنمية المستدامة والتفكير الأخضر