يقال إن الحياة سلسلة من البدايات لا النهايات مثل التخرج تماما؛ فالتخرج صفحة جديدة في فصل جديد من كتاب العمر؛ ولهذا لا ينبغي أن يختلط بمشاعر وداع بل يجب أن يغمره طاقة إيجابية ومساندة من كلمات مشجعة وخطوات ملموسة في الحياة الواقعية تعين على استشراف المستقبل.

يترك الطلاب حضن الجامعة وحكمة الأساتذة ودفء الأصدقاء والزملاء ليدخلوا عالماً شديد التعقيد. ويتعين عليهم التعامل مع هذا العالم ومواجهة تحدياته بذكاء وشجاعة من أجل البحث عن الذات لا عن الوظيفة. وهذا يقتضي استمرار اشتعال شرارة الفضول والشغف والمداومة على البحث من أجل رؤية المستقبل والتعلم المسنمر – ولاسيما من الأخطاء – إلى جانب العمل. ويتطلب ذلك وجود مكتب متخصص لمتابعة الخريجين، وتوفير ما يحتاجونه من استشارات وبرامج قيادية ومهنية داعمة على المدى الطويل.

في مناسبات التخرج عادة ما تلقى كلمات، بعضها وصايا غالية، محفزة وملهمة، كتلك التي أوصى بها الإعلامي، ومؤلف كتاب “الجيل الأعظم”  توم بروكاو عندما قال:

“إنكم متعلمون الآن، وقد تنظرون إلى الإجازة الجامعية التي حصلتم عليها كبطاقة مؤهلة للحياة الجيدة؛ ولكن دعوني أطلب منكم أن تفكروا بصورة مختلفة، وتنظروا إليها كبطاقة لتغيير العالم.”

قد كان بروكاو يعرف جيدا أنه من السهل أن نحصل على المال وعلى حياة الرفاهية، ولكن من الصعب جداً أن نغير ونحدث فرقا. وللفيلسوف والأديب رالف والدو إمرسون وصية أخرى تقول :”لا تمضي إلى حيث يقودك الطريق؛ بل إلى حيث لا يوجد طريق، واترك أثرًا.” فإذا كانت الطر الأقل ازدحاما أفضل من الطرق المزدحمة بالمارة، فإن تعبيد طرق جديدة والسير فيها هو الأفضل دون شك.

لفت بعض أصحاب الخبرة والتجربة في الحياة الأنظار إلى أسرار ومفارقات في تحقيق النجاح وإحداث التغيير المطلوب. فيرى روب سيلتانين على سبيل المثال أن “أولئك الأشخاص المجانين الذين يعتقدون أنهم يستطيعون تغيير العالم هم الذين يغيرونه بالفعل” ويؤكد هنري فورد، من ناحية ثانية على أن “العقبات هي تلك الأشياء المرعبة التي يراها المرء عندما يرفع عينيه بعيدا عن هدفه”. وتجد الزعيمة السياسية إليانور روزفلت أن: “المستقبل ينتمي لإولئك الذين يؤمنون بجمال احلامهم.”

ويسخر آخرون مثل روبرت أوربن- الكاتب الكوميدي- عندما يرى “أن حفل التخرج مناسبة يخبر فيها المتحدث آلاف الطلاب ممن يرتدون زي التخرج الموحد أن

“التفرد” مفتاح النجاح.”

 

لنتعرف أكثر على خريجي جامعة هليوبوليس

 

                           ذكريات وحكايات
                                     أين هم الآن؟