مشاريع تخرج ٢٠١٨: سوء استخدام المراهقين للأدوية

انتشر التداوي الذاتي مؤخراً كظاهرة اجتماعية خطيرة في مصر خاصة بين المراهقين. هذا مما دفع طلاب السنة النهائية بكلية الصيدلة إلى البحث في هذه المشكلة الملحة والتي تؤثر تأثيراً سلبياً على الصحة البدنية والنفسية على طلاب الجامعات.

كان الهدف الرئيسي وراء مشروعهم هو تقييم درجة الوعي والسلوك لدى طلاب الكليات المصرية ذوي الخلفيات الطبية وغيرهم فيما يتعلق بطريقة تعاطيهم للأدوية المختلفة. وقد قاموا بإجراء دراستهم الرصدية التي شملت عدة نواحي للمشكلة على حوالي ٥٠٠ طالب جامعي باستخدام دراسة استقصائية للتحقق من طبيعة تعاملهم مع المستحضرات الدوائية.

تقول ماريان جمال أحد أعضاء فريق المشروع  “لقد لاحظنا انتشار هذه الظاهرة السيئة بين أفراد عائلتنا وأصدقائنا ، وكذلك زملائنا في الجامعة. فهي أكثر شيوعاً بين  المراهقين في هذا العمر بسبب التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي يمرون بها. فهم لا يقبلون النصيحة والتوجيه ويعتبرون هذا الأمر حرية شخصية واستقلالية في القرار “.

وقد أجريت الدراسة على ٥٠٣ طالب جامعي. منهم ٣٠٩ من الإناث و ١٨٧ من الذكور. ٣٣٢ ذوو خلفية طبية و ١٧١ ليس لديهم أي معلومات طبية. تراوح عمر المشاركين بين ١٨ و ٢٤ عامًا وكان المتوسط ​​٢١ عامًا. وتم الوصول إلى أن الأدوية التي يستخدمها المراهقون لا تقتصر على العقاقير التي لا تستلزم وصفة طبية فحسب ، بل أيضًا العقاقير التي تحتاج إلى وصفات طبية مثل المضادات الحيوية.

وأظهرت نتائج الدراسة أن إساءة استعمال الأدوية من قبل المراهقين هي مشكلة متزايدة ولها تأثير سلبي على صحتهم ، وفي بعض الأحيان قد تتخذ شكل الاعتماد التام والكلي على الأدوية. كما أن مراحل التغير التي يمر بها المراهقون لها تأثير كبير على سلوكهم مما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات معينة بشأن طريقة استعمالهم للأدوية.

تقول ماريان جمال “للأسف تعتمد قراراتهم على معلومات من مصادر غير متخصصة مثل وسائل الإعلام المختلفة والأصدقاء وأفراد من العائلة ، إلخ. ولذلك اقترحنا إصدار المزيد من القوانين التي تحدد استخدام الأدوية. كما ينبغي إطلاق حملات موسعة للتوعية بالأخطار”

يجب أن يتفهم المراهقون أنهم يؤذون الآخرين أيضًا وليس أنفسهم فقط. إن إساءة استخدام المضادات الحيوية على وجه الخصوص أو الإفراط في استخدامها يؤدي إلى مقاومة الجسم لها وتصبح غير فعالة في محاربة العديد من أنواع العدوى البكتيرية … وبدلاً أن تقوم الأدوية بدورها في تحسين صحتنا فإنها تكون مصدر ضرر بالغ لها .”

قام بالعمل على المشروع طلبة السنة النهائية: ماريان جمال ومنة عبد العزيز ومنى زكريا وإيمان عبد الحميد تحت إشراف د. منال حامد أستاذ الصيدلة الإكلينيكية ورئيس قسم الصيدلة الإكلينيكية والممارسة الصيدلانية.